فصل: عبد الله بن حبيب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


عبد الله بن الحارث بن عمرو القرشي

‏"‏ب‏"‏ عبد الله بن الحارث بن عمرو بن مؤمل القرشي العدوي‏.‏ ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحنكه‏.‏ لا صحة له، من ولده‏:‏ أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحارث بن عمرو -وكان يرى رأي الخوارج، وكان قد أجمع مع عبد الله بن يحيى الكندي- الذي يقال له‏:‏ طالب الحق- يوم قدير، يقاتل قومه‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عبد الله بن الحارث بن عويمر الأنصاري

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن الحارث بن عويمر الأنصاري، وقيل‏:‏ المزني‏.‏

روى عنه محمد بن نافع بن عجير قال‏:‏ لقد كان من رسول الله في عمتي سهيمة بنت عويمر قضاءٌ ما قضى به في امرأةٍ من المسلمين قبلها‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن الحارث بن قيس القرشي

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، أخو السائب، كذا نسبه ابن الكلبي‏.‏

وقال الواقدي وابن إسحاق‏:‏ ابن عدي بن سعيد بن سهم، قاله أبو عمر‏.‏

كان من مهاجرة الحبشة، وكان شاعراً، وهو الذي يدعى المبرق، لبيت قاله وهو‏:‏ ‏"‏الطويل‏"‏

إذا أنا لم أبرق فلا يسـعـنّـنـي ** من الأرض برّ ذو قضاءٍ ولا بحر

يقول فيها‏:‏ ‏"‏الطويل‏"‏

وتلك قريشٌ تجحد الله ربـهـا ** كما جحدت عادٌ ومدين والحجر

روى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال‏:‏ وكان مما قيل من الشعر في الحبشة أن عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي، لما أمنوا بأرض الحبشة، وحمدوا جوار النجاشي، وعبدوا الله لا يخافون على دينهم أحداً، فقال ابياتاً منها‏:‏ ‏"‏البسيط‏"‏

إنّا وجدنا بـلاد الـلـه واسـعةٌ ** تنجي من الذل والمخزاة والهون

فلا تقيموا على ذل الـحـياة ولا ** خزي الممات وغيب غير مأمون

إنا تبعنا رسول الله وأطّـرحـوا ** قول النبي وعالوا في المـوازين

وقتل عبد الله بن الحارث يوم الطائف شهيداً، هو وأخوه السائب بن الحارث، كذا قال يونس عن ابن إسحاق، وقاله الزبير وغيره‏.‏ وقيل‏:‏ إنه قتل يوم اليمامة شهيداً هو وأخوه أبو قيس، وقد انقرض بنو الحارث بن قيس بن عدي‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن الحارث بن نوفل

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، له ولأبيه صحبة‏.‏ وقيل‏:‏ إن له إدراكاً ولأبيه صحبة، وأمه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية‏.‏

ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، وأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنّكه ودعا له‏.‏ يكنى أبا محمد وقيل‏:‏ أبو إسحاق‏.‏ ويلقب ببّه، وإنما لقب ببّه لأن أمه كانت ترقّصه وهو طفل، وتقول‏:‏ ‏"‏الرجز‏"‏

لأنكحـن بـبّـه ** جارية خـدبّـه

مكرمةً محـبـه ** تجب أهل الكعبة

وهو الذي اتفق عليه أهل البصرة عند موت يزيد بن معاوية، حتى يتفق الناس على إمام، وإنما فعلوا ذلك لأن أباه من بني هاشم وأمه من بني أمية، فقالوا‏:‏ من ولى الأمر رضي به‏.‏

وسكن البصرة ومات بعمان سنة أربع وثمانين، لأنه كان مع ابن الأشعث لما خلع الحجاج وقاتله، فلما انهزم ابن الأشعث هرب عبد الله إلى عُمان فمات بها‏.‏

قال علي بن المديني‏:‏ روى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عمر، وعثمان، وعلي، والعباس، وابن عباس، وصفوان بن أمية، وأم هانئ، وكان ثقة‏.‏ روى عنه بنوه عبد الله، وعبيد الله، وإسحاق عبد الملك بن عمير، وغيرهم‏.‏

أخرجه الثلاثة، وقد استدركه أبو موسى على ابن منده فقال‏:‏ عبد الله بن الحارث أبو إسحاق وقد تقدم ذكره والكلام عليه‏.‏

عبد الله بن الحارث بن هشام المخزومي

‏"‏ب‏"‏ عبد الله بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي‏.‏ روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقال‏:‏ إن حديثه مرسل ولا صحبة له‏.‏ والله أعلم، إلا أنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه أبو عمر، وهو ابن أخي أبي جهل بن هشام، وأبوه مشهور‏.‏

عبد الله بن الحارث بن هيشة الأنصاري

 عبد الله بن الحارث بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك الأنصاري‏.‏ شهد أحداً، ولا عقب له، وأخوه عمرو بن الحارث شهد أحداً أيضاً، ولا عقب له‏.‏

عبد الله بن حارثة الأنصاري

‏"‏ ب د ع ‏"‏ عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري‏.‏ تقدم نسبه عند ذكر أبيه، يعد في المدنيين‏.‏

روى إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان، عن أبيه، عن عبد الله بن حارثة قال‏:‏ لما قدم صفوان بن أمية الجمحي المدينة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏على من نزلت‏"‏? قال‏:‏ على العباس بن عبد المطلب‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏نزلت على أشد قريش لقريش حبّاً‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن حبشي

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن حبشي الخثعمي، سكن مكة، وله صحبة‏.‏ روى عنه عبيد بن عمير ومحمد بن جبير بن مطعم‏:‏ أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال‏:‏ حدثني أبي، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، حدثني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عبيد بن عمير بن عبد الله بن حبشي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل‏:‏ أي الأعمال أفضل? قال‏:‏ ‏"‏إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحج مبرور‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ في الصلاة أفضل? قال‏:‏ ‏"‏طول القنوت‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ فأي الصدقة أفضل? قال‏:‏ ‏"‏جهد المقل‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ فأي الهجرة أفضل? قال‏:‏ ‏"‏من هجر ما حرم الله عليه‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ فأي الجهاد أفضل? قال‏:‏ ‏"‏من جاهد المشركين بماله ونفسه‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ فأي القتل أشرف? قال‏:‏ ‏"‏من أهريق دمه وعقر جواده‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن حبيب

‏"‏د ع‏"‏ عبد الله بن حبيب‏.‏ مجهول‏.‏ روى عنه عبيد بن عمير‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من ضنّ بماله أن ينفقه، وبالليل أن يكابده، فعليه بسبحان الله وبحمده‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عبد الله بن أبي حبيبة

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن أبي حبيبة، واسم أبي حبيبة‏:‏ الأدرع‏.‏ وقد تقدم نسبه في عبد الله بن الأدرع، وقيل‏:‏ ابن أبي حبيبة بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة، من بني عمرو بن عوف، وهو أنصاري من بني عبد الأشهل، وقيل‏:‏ من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس فهو على النسبين أوسي، والأصح أنه من بني عمرو بن عوف‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود الثقفي إجازة بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك قال‏:‏ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا مجمع بن يعقوب حدثنا محمد بن إسماعيل قال‏:‏ قيل لعبد الله بن أبي حبيبة‏:‏ ما أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم? قال‏:‏ جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا بقباء، فجئت وأنا غلام حتى جلست عن يمينه، ثم دعا بشراب فشرب، ثم أعطانيه فشربت منه، ثم قام يصلي فرأيته يصلي في نعليه‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ قوله‏:‏ جاءنا في مسجدنا بقباء، يدل على أنه من بني عمرو بن عوف، لا من بني عبد الأشهل، لأن قباء مساكن بني عمرو بن عوف‏.‏

عبد الله أبو الحجاج الثمالي

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله أبو الحجاج الثمالي‏.‏ غير منسوب، قيل‏:‏ اسمه عبد الله بن عبد، ويرد ذكره، إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن أبي حدرد

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، واسم أبي حدرد سلامة بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن مساب بن الحارث بن عبس بن هوازن بن أسلم، وقيل عبد بن عمير بن عامر‏.‏ له صحبة، يكنى أبا محمد، وأول مشاهده الحديبية وخيبر وما بعدهما، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عيناً إلى مالك بن عوف النصري وفي سرية أخرى قُتل فيها عامر بن الأضبط‏.‏ فحياهم بتحية الإسلام، فقتله محلّم بن جثّامة، فنزلت‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا‏}‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ الآية‏.‏

واتفق أهل المعرفة على أنه له صحبةٌ، وشذّ بعضهم فقال‏:‏ لا صحبة له، وإن أحاديثه مرسلة‏.‏ ومن قال هذا فقد أخطأ، لأن فيما تقدم -من إرساله مرة عيناً، ومرة في السرية التي قَتل فيها محلّمٌ عامر بن الأضبط- حجة لمن يقول‏:‏ له صحبة، روى ذلك ابن إسحاق، وروى ‏"‏محمد بن‏"‏ جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن أبي حدرد‏:‏ قال‏:‏ كنت في سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم إلى إضم -واد من أودية أشجع- فهذا كله يدل على أن له صحبة‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ وقد قيل‏:‏ إن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد له صحبة‏.‏ وهذا ليس بشيءٍ‏.‏

 واحتجّ من زعم أن عبد الله لا صحبة له بأن يروي عن أبيه‏.‏ وليس فيه حجة، فقد روى ابن عمر عن أبيه، وكثير ممن له ولأبيه صحبة يروي الابن تارة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتارة عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض ما يروى، وأما رواية الصحابة بعضهم عن بعض فكثير، حتى أن علياً مع كثرة صحبته وملازمته يروي عن أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال‏:‏ حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن ابن أبي حدرد الأسلمي أنه قال‏:‏ كان ليهودي عليه أربعة دراهم، فاستعدى عليه فقال‏:‏ يا محمد، إن لي على هذا أربعة دراهم، وقد غلبني عليها‏.‏ فقال‏:‏ أعطه حقه‏.‏ قال‏:‏ والذي بعثك بالحق ما اقدر عليها‏!‏ قال‏:‏ أعطه حقه‏.‏ قال‏:‏ والذي نفسي بيده ما أقدر عليها، قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر، فأرجو أن تغنمنا شيئاً فأرجع فأقضيه قال‏:‏ فأعطه حقه -قال‏:‏ وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال ثلاثاً لا يراجع- فخرج بن ابن أبي حدرد إلى السوق وعلى رأسه عصابة، وهو متزر ببردة، فنزع العمامة من رأسه فاتزر بها، ونزع البردة فقال‏:‏ اشتر مني هذه البردة، فباعها منه بأربعة دراهم، فمرّت عجوز فقالت‏:‏ ما لك يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرها فقالت‏:‏ هادونك هذا، لبرد عليها، فطرحته عليه‏.‏

وتوفي عبد الله سنة إحدى وسبعينن قاله الواقدي، وضمرة بن ربيعة، ويحيى بن ‏"‏عبد الله‏"‏ بن بكير، وإبراهيم بن المنذر، وكان عمره إحدى وثمانين سنة، وقال خليفة مات زمن مصعب بن الزبير‏.‏ روى عنه ابنه القعقاع وغيره‏.‏

عبد الله بن حذافة

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي، يكنى أبا حذافة، قاله أبو نعيم وأبو عمر‏.‏

وقال ابن منده‏:‏ عبد الله بن حذافة بن سعد بن عدي بن قيس بن سعد بن سهم‏.‏ والأول أصح، ونقلت قول ابن منده من نسخ صحاح، وهو غلط‏.‏

وأمه بنت حرثان، من بني الحارث بن عبد مناة، أسلم قديماً، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، مع أخيه قيس بن حذافة، وهو أخو خنيس بن حذافة، زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال أبو سعيد الخدري‏:‏ إن عبد الله شهد بدراً‏.‏ ولم يصح، ولم يذكره موسى بن عقبة، ولا عروة، ولا ابن شهاب، ولا ابن إسحاق في البدريين‏.‏

وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ابن حذافة‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري قال‏:‏ أخبرني أنس بن مالك‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أموراً عظاماً، ثم قال‏:‏ ‏"‏من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فوالله لا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فسأله عبد الله بن حذافة فقال‏:‏ من أبي? قال‏:‏ ‏"‏أبوك حذافة‏"‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ وذكر الحديث‏.‏

وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام، فمزّق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم مزق ملكه‏"‏‏.‏ فقتله ابنه شيرويه‏.‏

 وكان فيه دعابة، واسرته الروم في بعض غزواته على قيسارية‏:‏ أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم بن عساكر إذناً قال أخبرنا والدي، قال‏:‏ أخبرنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحدّاد، قالا‏:‏ أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا ثابت بن بندار بن أسد، حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الإستراباذي، حدثنا عبد الملك بن محمد بن نعيم، حدثنا صالح بن علي النوفلي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، حدثنا عمر بن المغيرة، عن عطاء بن عجلان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال‏:‏ أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له الطاغية‏:‏ تنصّر وإلا ألقيتك في البقرة، لبقرة من نحاس، قال‏:‏ ما أفعل‏.‏ فدعا بالبقرة النحاس فملئت زيتاً وأغليت، ودعا برجل من أسرى المسلمين فعرض عليه النصرانية، فأبى، فألقاه في البقرة، فغذا عظامه تلوح، وقال لعبد الله‏:‏ تنصّر وإلا ألقيتك‏.‏ قال‏:‏ ما أفعل‏.‏ فأمر به أن يلقى في البقرة فبكى، فقالوا‏:‏ قد جزع، قد بكى‏:‏ قال ردوه‏.‏ قال‏:‏ لا ترى أني بكيت جزعاً مما تريد أن تصنع بي، ولكني بكيت حيث ليس لي إلا نفسٌ واحدة يفعل بها هذا في الله، كنت أحب أن يكون لي من الأنفس عدد كل شعر في، ثم تسلّط علي فتفعل بي ذها‏.‏ قال‏:‏ فأعجب منه‏:‏ وأحبّ أن يطلقه، فقال‏:‏ قبل رأسي وأطلقك‏.‏ قال‏:‏ ما أفعل‏.‏ قال تنصّر وأزوجك بنتي وأقاسمك ملكي‏.‏ قال‏:‏ ما أفعل‏.‏ قال قبل رأسي وأطلقك وأطلق معك ثمانين من المسلمين‏.‏ قال‏:‏ أما هذه فنعم‏.‏ فقبّل رأسه، وأطلقه، وأطلق معه ثمانين من المسلمين‏.‏ فلما قدموا على عمر بن الخطاب قام إليه عمر فقبل رأسه، قال‏:‏ فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازحون عبد الله فيقولون‏:‏ قبلت رأس علج، فيقول لهم‏:‏ أطلق الله بتلك القبلة ثمانين من المسلمين‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال‏:‏ حدثني عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن عبد الله -يعني ابن أبي بكر- وسالم أبي النضر، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن حذافة‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أمر أن ينادى أيام التشريق أنها أيام أكلٍ وشرب‏"‏‏.‏

وتوفي عبد الله بمصر في خلافة عثمان‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن حرام

‏"‏س‏"‏ عبد الله بن حرام‏.‏ أورده أبو بكر بن أبي علي، وروى بإسناده إلى إبراهيم بن أبي عبلة، قال‏:‏ رأيت على رأس عبد الله بن حرام كساء، وقال‏:‏ صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أكرموا الخبز، فإن الله عز وجل سخّر له بركات السماء والأرض‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى وقال‏:‏ كذا أورده، وإنما هو عبد الله ابن عمرو بن أم حرام، وربما يقال‏:‏ عبد الله ابن أم حرام، ولعلها أمه أو أم أبيه‏.‏

عبد الله ابن أم حرام

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله ابن أم حرام، أبو أبي‏.‏ رأيته في تذكرتي، وعليه علامة الثلاثة، ولم أجده، وإنما هو مذكور في عبد الله بن عمرو بن قيس‏.‏

عبد الله بن حرملة

‏"‏د ع‏"‏ عبد الله بن حرملة المدلجي‏.‏ مجهول، روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام‏.‏ أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول الله، إني أحب الجهاد والهجرة، وأنا في مال لا يصلحه غيري‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يألتك الله من عملك شيئاً‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عبد الله بن حريث

‏"‏ب‏"‏ عبد الله بن حريث البكري، قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي الأعمال أفضل? قال‏:‏ ‏"‏إسباغ الوضوء والصلاة لوقتها‏"‏ ‏.‏ روت عنه ابنته بهية‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عبد الله بن حزابة

‏"‏د ع‏"‏ عبد الله بن حزابة‏.‏ ذكر في الصحابة، وهو من تابعي أهل الشام‏.‏ روى عنه خالد بن معدان‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً‏.‏

عبد الله بن الحسن

‏"‏س‏"‏ عبد الله بن الحسن‏.‏ أورده علي العسكري فيما ذكر ابن أبي علي، وروى عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن عبد الله ب الحسن قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أبو أيّم، ألا أخو أيّم يزوّج عثمان بن عفان، فإني لو كانت عندي ثالثة لزوجته، فما زوّجته إلا بوحي من السماء‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى، وقال‏:‏ هذا مرسل، بل معضل، فليس لعبد الله بن الحسن صحبة‏.‏

عبد الله بن حصن

‏"‏س‏"‏ عبد الله بن حصن، أبو مدينة الدرامي‏.‏

 أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني، حدثنا محمد بن هشام المشتملي حدثنا عبيد الله بن عائشة، حدثنا حماد بن ثابت، عن أبي مدينة الدرامي‏.‏ وكانت له صحبة‏.‏ قال‏:‏ كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر ‏"‏والعصر‏"‏ إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر‏.‏ قال الطبراني‏:‏ قال علي بن المديني‏:‏ اسم أبي مدينة‏:‏ عبد الله بن حصن‏.‏

أخرجه أبو موسى وقال‏:‏ أورده ابن منده وغيره أبا مدينة في الكنى في التابعين، وقال‏:‏ يروي عن عبد الرحمن بن عوف‏.‏

عبد الله بن حكل

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن حكل الأزدي‏.‏ شامي‏.‏ روى عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏عقر دار الإسلام الشام‏"‏‏.‏ روى عنه خالد بن معدان‏.‏

أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده وأبو نعيم‏:‏ ذكر في الصحابة، وهو تابعي‏.‏

عبد الله بن حكيم الجهني

عبد الله بن حكيم الجهني‏.‏ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف له سماع، قاله البخاري‏.‏ وقال أبو حاتم الرازي‏:‏ إنما هو عبد الله بن عكيم أبو معبد الجهني‏.‏

عبد الله بن حكيم القرشي

‏"‏ب س‏"‏ عبد الله بن حكيم بن حزام القرشي الأسدي‏.‏ تقدم نسبه عند أبيه‏.‏

صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامه يوم الفتح هو وأبوه وإخوته‏:‏ هشام، وخالد، ويحيى، وأمه زينب بنت العوام‏.‏ وقتل يوم الجمل مع عائشة، وكان صاحب لواء طلحة والزبير، رضي الله عنهم‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو موسى‏.‏

عبد الله بن حكيم الضبي

‏"‏س‏"‏ عبد الله بن حكيم الضبي‏.‏

روى سيف بن عمر، عن الصعب بن بلال بن هلال، عن أبيه، عن عبد الحارث بن حكيم الضبي‏:‏ أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ما اسمك‏"‏? قال‏:‏ عبد الحارث بن حكيم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أنت عبد الله، وولاه صدقات قومه‏"‏‏.‏

وروى أيضاً فقيلك عن الحارث بن حكيم‏.‏ والصحيح عبد الحارث‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

قلت‏:‏ وقد أخرج أبو موسى أيضاً‏:‏ عبد الله بن زيد الضبي، وقال‏:‏ كان اسمه عبد الحارث فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله‏.‏ وأخرج أبو عمر‏:‏ عبد الله بن الحارث الضبي، وقال‏:‏ سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله‏.‏ وأنا أظن الثلاثة واحداً، فلم يكن فيمن أسلم من ضبة من الكثرة إلى أن تشتبه أسماؤهم وأسماء آبائهم، ويرد الكلام في ‏"‏عبد الله بن زيد‏"‏ أتم من هذا، والله أعلم‏.‏

عبد الله بن حكيم الكناني

‏"‏ب‏"‏ عبد الله بن حكيم الكناني‏.‏ من أهل اليمن، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع‏:‏ ‏"‏اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة‏"‏‏.‏

أخرجه أبو عمر، وذكره الأمير أبو نصر فقال‏:‏ عبد الله بن حكيم يعني بضم الحاء وفتح الكاف -الكناني، من أهل اليمن، يروي عن بشر بن قدامة قال‏:‏ ‏"‏أبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفات‏"‏‏.‏ روى حديثه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن سعيد بن بشير، عنه‏.‏

فهذا يدلّ على أنه تابعي، وقد ذكره أبو عمر في ‏"‏بشر بن قدامة‏"‏ الضبابي فقال‏:‏ روى عنه عبد الله بن حكيم‏.‏ ورواه ابن منده وأبو نعيم في ‏"‏بشر بن قدامة‏"‏ فقالا‏:‏ روى عنه عبد الله بن حكيم‏.‏ وذكر الحديث وقال‏:‏ ‏"‏أبصرت عينات رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفات‏"‏‏.‏ فهذا يدل على أن ‏"‏عبد الله‏"‏ تابعي، والله أعلم‏.‏

عبد الله الملقب بالحمار

‏"‏ د ع ‏"‏ عبد الله‏.‏ يلقب حماراً كان صاحب مزاحٍ يضحك النبي صلى الله عليه وسلم ويهدي إليه‏.‏

أخبرنا مسمار بن عمر بن العويس ويغر واحد قالوا‏:‏ أخبرنا محمد بن إسماعيل أبو عبد الله قال‏:‏ حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ أن رجلاً كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد الله، ‏"‏وكان‏"‏ يلقب حماراً، كان يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم جلده في الشراب فأتي به يوماً فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم‏:‏ اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تلعنه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عبد الله بن أبي الحمساء

 ‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن أبي الحمساء العامري، من عامر بن صعصعة‏.‏ قاله أبو عمر، عداده في البصريين، وقيل‏:‏ سكن مكة‏.‏

أخبرنا هبة الله بن عبد الوهاب بن أبي حبة، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن حسنون، أخبرنا أبو محمد بن أبي عثمان الدقاق، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر، أخبرنا الحسين بن صفوان، أخبرنا محمد بن عبد الله بالقرشي، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سنان القوفي، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن شقيق، عن أبيهن عن عبد الله بن أبي الحمساء قال‏:‏ بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك، فنسيت يومي هذا والغد، فأتيته في اليوم الثالثة وهو في مكانه، فقال لي‏:‏ ‏"‏يا فتى، لقد شققت عليّ‏!‏ أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك‏"‏‏.‏

وقال ابن منده وأبو نعيم‏:‏ وقيل ابن أبي الجدعاء‏.‏ وقد تقدم، وأخرجه أبو عمر هناك وقال‏:‏ التميمي، وقيل‏:‏ الكناني، وقيل‏:‏ العبدي‏.‏ وجعل هذا عامرياً، فكأنه رآهما اثنين‏.‏ وأما ابن منده وأبو نعيم فلم ينسباه في الموضعين، وقالا في الترجمتين‏:‏ ابن أبي الحمساء، وقيل‏:‏ ابن أبي الجدعاء‏.‏ فهما رأياه واحداً، لأنهما لم يذكرا نسباً يفرّق بينهما، مع أنهما جعلاه واحداً جعلا ترجمتين، كل واحدة منهما يقولان فيها‏:‏ ابن أبي الحمساء، وقيل‏:‏ ابن أبي الجدعاء‏.‏

عبد الله بن الحمير الأشجعي، من بني دهمان، حليف للأنصار

شهد بدراً مع أخيه خارجه، وشهد أحداً، وقد تقدم عند أخيه خارجة أتم من هذا‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو موسى، وقال أبو موسى‏:‏ أخرجه أبو عبد الله في الخاء يعني خُميْر- بالخاء المعجمة، وذكر ابن ماكولا حمير -بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وتشديد الياء تحتها نقطتان‏.‏

عبد الله بن حنطب

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم بن يقظة القرشي المخزومي، والد المطلب‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن محمد وإسماعيل بن علي وغيرهما قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى قال‏:‏ حدثنا قتيبة، حدثنا ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن المطلب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر وعمر فقال‏:‏ ‏"‏هذان السمع والبصر‏"‏‏.‏

وروى عنه ابنه أيضاً أنه قال‏:‏ خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إني سائلكم عن اثنتينن عن القرآنن وعن عترتي‏"‏‏.‏

قال الترمذي‏:‏ عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

حنطب‏:‏ بفتح الحاء المهملة، وسكون النون، وفتح الطاء المهملة، وآخره باء موحدة‏.‏

عبد الله بن حنظلة

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب الأنصاري الأوسي، وأبوه حنظلة هو غسيل الملائكة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه‏.‏

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن أباه قتل بأحد، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان لعبد الله سبع سنين‏.‏ يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل‏:‏ أبو بكر‏.‏ وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، فدخل بها الليلة التي في صبيحتها قتال أحد، فبات عندها، فلما صلى الصبح عاد إليها، فأرسلت إلى أربعة من قومها فأشهدتهم عليه أنه دخل بها، فقيل لها بعد‏:‏ لم فعلت هذا? قالت‏:‏ رأيت كأن السماء انفرجت فدخل فيها ثم أطبقت، فقلت‏:‏ هذه الشهادة‏.‏ فأشهدت عليه، وعلقت بعبد الله تلك الليلة‏.‏

وقد روى عن النيب صلى الله عليه وسلم ورآه‏.‏ روى عنه عبد الله بن يزيد الخطمي، وأسماء بنت زيد بن الخطاب، وعبد الله بن أبي مليكة وغيرهم‏.‏

روى المسيّب بن رافع ومعبد بن خالد، عن عبد الله بن يزيد الخطمي -وكان أميراً على الكوفة- قال‏:‏ أتينا قيس بن سعد بن عبادة في بيته، فأذن بالصلاة فقلنا‏:‏ قم فصل بنا‏.‏ فقال‏:‏ لم أكن لأصلي بقوم لست عليهم اميراً‏.‏ فقال عبد الله بن حنظلة‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الرجل أحقّ بصدر دابته، وصدر فراشه، وأن يؤمّ في رحله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقال قيس لمولى لهم‏:‏ قم فصل بهم‏.‏

 وقتل عبد الله يوم الحرّة، في ذي الحجة، سنة ثلاث وستين، قتله أهل الشام، وكان سبب وقعة الحرّة أنه وفد هو وغيره من أهل المدينة إلى يزيد بن معاوية، فرأوا منه ما لا يصلح فلم ينتفعوا بما أخذوا منه، فرجعوا إلى المدينة وخلعوا يزيد، وبايعوا لعبد الله بن الزبير، ووافقهم أهل المدينة، فأرسل إليهم يزيد مسلم بن عقبة المرّي، وهو الذي سماه الناس بعد وقعة الحرة مجرماً، فأوقع بأهل المدينة وقعة عظيمة، قتل كثيراً منهم في المعركة، وقتل كثيراً صبراً‏.‏ وكان عبد الله بن حنظلة ممن قتل في المعركة، ولما اشتدّ القتال قدّم بنيه واحداً واحداً، حتى قتلوا كلهم، وهم ثمانية بنين، ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل‏.‏

وكان فاضلاً صالحاً، عظيم الشأن كبير المحل، شريف البيت والنسب‏.‏ سمع قارئاً يقرأ‏:‏ ‏"‏لهم من جهنم مهادٌ ومن فوقهم غواش‏"‏ ‏"‏الأعراف 41‏"‏ فبكى حتى ظنوا أنه نفسه ستخرج، ثم قام فقيل‏:‏ يا أبا عبد الرحمن، اقعد‏.‏ فقال‏:‏ منع مني ذكر جهنم القعود، ولا أدري لعلي أحدهم‏.‏

وقال مولاه سعيد‏:‏ لم يكن لعبد الله بن حنظلة فراشٌ ينام عليه، إنما كان يلقي نفسه إذا أعيا من الصلاة، يتوسد رداءه وذراعه، ويهجع شيئاً‏.‏

قال عبد الله بن أبي سفيان‏:‏ رأيت عبد الله بن حنظلة في النوم بعد مقتله في أحسن صورة، فقلت‏:‏ أما قُتلت? قال بلى، ولقيت ربي فأدخلني الجنة، فأنا أسرح في ثمارها حيث شئت، فقلت‏:‏ أصحابك? ما صُنع بهم? قال‏:‏ هم معي حول لوائي، لم تحلّ عقده حتى الساعة‏.‏ واستيقظت‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن حوالة

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن حوالة‏.‏ نسبة الهيثم بن عدي إلى الأزد، ونسبه الواقدي إلى بني عامر بن لؤي‏.‏ والأول أشهر، ويمكن أن يكون أزدياً‏.‏ وهو حليف لبني عامر‏.‏

سكن الأردن من أرض الشام، يكنى أبا حوالة‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال‏:‏ حدثني أبي، حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثني يحيى بن أيوب، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن عبد الله بن حوالة‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من نجا من ثلاث فقد نجا‏:‏ موتي، والدجّال، وقتل خليفة مضطبر بالحق معطيه‏"‏‏.‏

وروى أبو غدريس الخولاني، عن عبد الله بن حوالة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏إنكم ستجندون أجناداً، فجندٌ بالشام، وجندٌ بالعراق، وجندٌ باليمن‏"‏‏.‏ فقال الحواليّ‏:‏ يا رسول الله، خِرلي‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏عليك بالشام‏"‏‏.‏

ورواه مكحول وجبير بن نفير وغيرهما، عن عبد الله بن حوالة، نحوه‏.‏

وروى عنه من أهل مصر ربيعة بن لقيط التجيبي -وكان قدم مصر- وتوفي بالشام سنة ثمانين، وله أحاديث غير هذا‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عبد الله بن حولي

عبد الله بن حولي‏.‏ قال الأمير أبو نصر‏:‏ وأما حولي -بحاء مهملة مفتوحة- فهو عبد الله بن حولي، ويقال‏:‏ هو ابن حوالة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏